responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1703
2456 - وَعَنْ بُرَيْدَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ السُّوقَ قَالَ: (بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ السُّوقِ، وَخَيْرَ مَا فِيهَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُصِيبَ فِيهَا صَفْقَةً خَاسِرَةً» ) . رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي (الدَّعَوَاتِ الْكَبِيرِ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2456 - (وَعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ السُّوقَ) : وَفِي رِوَايَةٍ: أَوْ خَرَجَ إِلَيْهِ (قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ) : أَيْ: عِنْدَ وَضْعِ قَدَمِهِ الْيُسْرَى فِيهِ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ السُّوقِ) : يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ عَلَى مَا فِي الصِّحَاحِ، (وَخَيْرَ مَا فِيهَا) : أَيِ: الْأُمُورِ الَّتِي تُعِينُهُ عَلَى الدِّينِ، أَوْ أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ السُّوقِ بِتَيْسِيرِ رِزْقٍ حَلَالٍ وَعَمَلٍ رَابِحٍ وَبَرَكَةٍ فِي الْوُقُوفِ بِهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا مِنَ النَّاسِ وَالْعُقُودِ وَالْأَمْتِعَةِ. (وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا) أَيْ: مِنَ التَّعَلُّقِ بِهَا وَالْحِرْصِ عَلَى دُخُولِهَا. (وَشَرِّ مَا فِيهَا) : أَيْ: أَيٍّ مِنَ الْغَفْلَةِ وَالْخِيَانَةِ وَالْعُقُودِ الْفَاسِدَةِ وَالْكَسَادِ وَأَصْحَابِ الْفَسَادِ، (" اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُصِيبَ ") : أَيْ: أُدْرِكَ (فِيهَا صَفْقَةً) : أَيْ: بَيْعَةً (خَاسِرَةً) : أَيْ: دِينِيَّةً أَوْ دُنْيَوِيَّةً. قَالَ الطِّيبِيُّ: الصَّفْقَةُ الْمَرَّةُ مِنَ التَّصْفِيقِ، وَهِيَ اسْمٌ لِلْعَقْدِ فَإِنَّ الْمُتَبَايِعَيْنِ يَضَعُ أَحَدُهُمَا يَدَهُ عَلَى يَدِ الْآخَرِ، وَوَصْفُ الصَّفْقَةِ بِالْخَاسِرَةِ مِنَ الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ لِأَنَّ صَاحِبَهَا خَاسِرٌ بِالْحَقِيقَةِ اهـ. فَهِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} [الحاقة: 21] وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ فِيهِمَا ذَاتَ خَسَارَةٍ وَذَاتَ رِضًا، أَوْ فَاعِلَةٌ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. (رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ الْكَبِيرِ: وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَابْنُ السُّنِّيِّ وَلَفْظُهُمَا: أُصِيبُ فِيهَا يَمِينًا فَاجِرَةً، أَوْ صَفْقَةً خَاسِرَةً، وَأَوْ لِلتَّنْوِيعِ. وَالْفَاجِرَةُ بِمَعْنَى الْكَاذِبَةِ.

[بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ]
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
2457 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ( «تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ» ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
[8]- بَابُ الِاسْتِعَاذَةِ
أَيْ أَنْوَاعِ الدَّعَوَاتِ الَّتِي وَقَعَ فِيهَا الِاسْتِعَاذَةُ مِنَ الْعَوْذِ وَهُوَ الِالْتِجَاءُ وَاللَّوْذُ.
الْفَصْلُ الْأَوَّلُ
2457 - (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " تَعَوَّذُوا ") أَمْرُ نَدْبٍ (بِاللَّهِ) : أَيْ: لَا بِغَيْرِهِ (مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ) : بِفَتْحِ الْجِيمِ وَتُضَمُّ أَيْ: مَشَقَّتِهِ إِلَى الْغَايَةِ وَشِدَّتِهِ إِلَى النِّهَايَةِ. وَقِيلَ: الْجَهْدُ مَصْدَرُ اجْهَدْ جَهْدَكَ أَيِ: ابْلُغْ غَايَتَكَ، وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْمَشَقَّةِ أَيْضًا، وَهِيَ الْمَصَائِبُ الَّتِي تُصِيبُ الْإِنْسَانَ فِي دِينِهِ أَوْ دُنْيَاهُ، وَيَعْجِزُ عَنْ دَفْعِهَا، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى وُقُوعِهَا. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: وَالْمُرَادُ بِجَهْدِ الْبَلَاءِ الْحَالَةُ الَّتِي يُمْتَحَنُ بِهَا الْإِنْسَانُ حَتَّى يَخْتَارَ حِينَئِذٍ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيَتَمَنَّاهُ اهـ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ فَسَّرَهُ بِقِلَّةِ الْمَالِ وَكَثْرَةِ الْعِيَالِ، كَأَنَّهُ أَرَادَ أَشَدَّ أَنْوَاعِهِ، وَلِذَا وَرَدَ: (كَادَ الْفَقْرُ أَنْ يَكُونَ كُفْرًا) . (وَدَرَكِ الشَّقَاءِ) : بِفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِهَا أَيْ: مِنَ الْإِدْرَاكِ لِمَا يَلْحَقُ الْإِنْسَانَ مِنْ تَبِعَتِهِ. وَقَالَ فِي النِّهَايَةِ: الدَّرَكُ هُوَ اللُّحُوقُ وَالْوُصُولُ إِلَى الشَّيْءِ، يُقَالُ: أَدْرَكْتُهُ إِدْرَاكًا وَدَرَكًا.
قَالَ الطِّيبِيُّ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ دَرَكًا لَهُ فِي حَاجَتِهِ. وَقَالَ صَاحِبُ السِّلَاحِ: الدَّرَكُ بِفَتْحِ الرَّاءِ اسْمٌ وَبِالسُّكُونِ الْمَصْدَرُ، وَالشَّقَاءُ بِفَتْحِ الشِّينِ بِمَعْنَى الشَّقَاوَةِ نَقِيضُ السَّعَادَةِ، وَيَجِيءُ بِمَعْنَى التَّعَبِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {طه - مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} [طه: 1 - 2] لِتَشْقَى وَقِيلَ: هُوَ وَاحِدُ دَرَكَاتِ جَهَنَّمَ، وَمَعْنَاهُ مِنْ مَوْضِعِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ وَهِيَ جَهَنَّمُ أَوْ مِنْ مَوْضِعٍ يَحْصُلُ لَنَا فِيهِ شَقَاوَةٌ، أَوْ هُوَ مَصْدَرٌ إِمَّا مُضَافٌ إِلَيْهِ الْمَفْعُولُ أَوْ إِلَى الْفَاعِلِ: أَيْ: مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ إِيَّانَا، أَوْ مِنْ دَرَكِنَا الشَّقَاءَ، وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالشَّقَاءِ الْهَلَاكُ، وَيُطْلَقُ عَلَى السَّبَبِ الْمُؤَدِّي إِلَيْهِ. (وَسُوءِ الْقَضَاءِ) : أَيْ: مَا يَنْشَأُ عَنْهُ سُوءٌ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْبَدَنِ وَالْمَالِ وَالْخَاتِمَةِ، فَمَعْنَاهُ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ: مَا يَسُوءُ الْإِنْسَانَ) وَيُوقِعُهُ فِي الْمَكْرُوهِ.

نام کتاب : مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح نویسنده : القاري، الملا على    جلد : 4  صفحه : 1703
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست